تزامنا مع الذكرى الاولى لثورة تشرين نرى في الامانة العامة لحزب الداعي ان مما لاشك فيه ولاريب هو ان ثورة تشرين قد عبرت وبصدق عن عزم الشباب العراقيين على احداث التغيير وصنع الفارق بإنكاره لكل المتبنيات والافكار التي اساءت للعراق والعراقيين واوجدت الفرقة بينهم وكرّست الطائفية وانجبت المحاصصات المقيتة وعزمه على تبنيه الهوية الوطنية وتغليب مصلحة الوطن على اي مصلحة اخرى ليرسم شبابنا صورة مشرقة و ارادة مُحبة للحياة . ان ما شهدناه من حرص الشباب المتظاهر على الابقاء على سلمية التظاهرات وانفتاحها على الجميع رغم كل ما تعرض له المتظاهرون من عنف وقتل جعلنا امام واجب وطني يلزمنا الوقوف الى صف المطالب المشروعة المتمثلة في الحرية والحياة ودعم كل جهد وصوت ينادي بإصلاح الوضع العام في البلاد و محاربة الفساد بكل اشكاله وانتزاع جذوره الفكرية المتعمقة في الارادات والكيانات السياسية التي لاترى لها وجودا الا في مستنقع الطائفية والفرقة والتناحر . وفي الوقت الذي نؤيد فيه التظاهر نؤكد على ضرورة اتباع الاسلوب الديمقراطي للوصول الى الاهداف المشروعة للتظاهرات بعيدا عن كل اساليب العنف وبعيدا عن اي اجندة خارجية فكرية كانت ام عقائدية لأنها كانت ومازالت اهم روافد الانقسام والعنصرية ، كما نؤكد على ضرورة ان تقوم الحكومة بواجبها للكشف عن الجناة الذين تسببوا بقتل واصابة المئات من الشباب المتظاهر رغم سلميتهم وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل ان انعدام ثقة شعبنا المتظاهر بأحزاب السلطة والكتل والمكونات والشخصيات السياسية المستحوذة على المشهد السياسي وكذلك امتداد ايادي الانتهازيين وراكبي الامواج بالإضافة الى التدخلات الخارجية كل هذا حال دون تجمع الشباب المتظاهر خلف فكرة واحدة تحيي الروح الوطنية وتنصر الحرية، ما سمح بتشتت الجهود وترك مجالا ومساحة كبيرة لكل من عادى التظاهرات لتصفية حساباته مع ناشطيها ومدونيها ، ولهذه الاسباب فان من واجبنا الوطني ان نقدم نصحنا بضرورة الوقوف خلف راية فكرية بعيدة كل البعد عن الفئوية والطائفية والعنصرية راية تحرر اصل الانسان من التبعية و قيود الذل و صراعات الرغبة في السلطة والهيمنة كي تكون ثورة تشرين ثورة تنويرية بحق لتؤسس مستقبلا مشرقا للأجيال القادمة . ختاما نتوجه الى الله تعالى بالدعاء بان ينصر العراق وشعبه للخلاص من المفسدين والارهابيين وان ينعم عليه بالحرية والسلام تحت ظل رايته الحقه ويعلو به الى حيث الحياة المثالية الحقة . كتب في بغداد 7 / ربيع الأول/ 1442 هـ - 25 / تشرين اول / 2020 م
Designed and developed by AVESTA GROUP